الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز المكوث في مجلس يُغتاب فيه مسلم - فضلاً عن عالم - دون إنكار، فكان الواجب على السائل الكريم أن ينصح لصديقه هذا بأسلوب مناسب، وينبهه على حرمة الغيبة، خاصة إن اقترن بها محظور آخر كالسخرية أو اللمز، أو سوء الظن، ويكفينا في ذلك هذه الآيات الكريمات، حيث يقول الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:10-11-12}.
فإن نصحته ولم ينته فلتنه أنت الكلام، أو لتقم من المجلس، وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 75535، وما أحيل عليه فيها.
وقد سبق لنا بيان بعض معالم الحق في مثل هذه القضية فراجع الفتوى رقم: 4402.
والله أعلم.