الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشكر للمحسن أمر محمود شرعا لما في حديث الترمذي: لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
وعن النعمان بن بشير قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر. رواه أحمد، وحسنه الألباني.
والأفضل فيه أن يكون بالدعاء لما في حديث الترمذي: من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء.
وإن تيسرت له المكافأة مع ذلك فهو أفضل لما في الحديث : ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعو له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.
ويشرع الجمع بين الدعاء والثناء لحديث أنس رضي الله عنه قال: قال المهاجرون: يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله، ما رأينا قوما أحسن بذلا لكثير، ولا أحسن مواساة في قليل منهم، ولقد كفونا المؤنة. قال أليس تثنون عليهم به وتدعون لهم؟ قالوا: بلى. قال فذاك بذاك. رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني.
وفي لفظ عن أنس أيضا قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله ما رأينا قوما أبذل من كثير ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنإ، حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، ما دعوتم الله لهم، وأثنيتم عليهم .رواه الترمذي وصححه الألباني.
فإذا شكر أحد لأخيه صنيعه فيشرع له أن يرد عليه بالدعاء فيقول: جزاك الله خيرا أو بارك الله فيك، ويشرع أن يشكره أيضا. وقد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تدعو بالخير لمن قال لها: جزاكم الله خيرا.
والله أعلم.