الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان أنواع هجر القرآن في الجواب: 630، فليراجع.
وقد أجابت اللجنة الدائمة عن حكم هجر القرآن في جواب نصه: المشروع في حق المسلم أن يحافظ على تلاوة القرآن ويكثر من ذلك حسب استطاعته، امتثالاً لعموم قول الله سبحانه وتعالى: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب) [العنكبوت:45]، وقوله: (واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك) [الكهف:27]، وقوله عن نبيه صلى الله عليه وسلم: (وأمرت أن أكون من المسلمين* وأن أتلو القرآن) [النمل:91-92]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأوا القرآن، فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة. رواه مسلم، وأن يبتعد عن هجره والانقطاع عنه بأي معنى من معاني الهجر التي ذكرها العلماء في تفسير هجر القرآن..
قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: (يقول تعالى عن رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم إنه قال: (يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)، وذلك أن المشركين كانوا لا يصغون للقرآن ولا يستمعونه، كما قال تعالى: (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه)، وكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعوه، فهذا من هجرانه، وترك الإيمان به وتصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه. اهـ. فتاوى اللجنة الدائمة.
وأما جزاء هاجره، فيختلف باختلاف نوع الهجر، فقد يكون الهاجر للقرآن كافراً كمن ترك الإيمان والتصديق به، وقد يكون الهاجر عاصياً كمن يترك امتثال أوامره واجتناب زواجره، مع بقاء أصل الإيمان معه، والله نسأل أن يشرح صدور المسلمين لتلاوة كتابه والعمل به.
والله تعالى أعلى وأعلم.