الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسكنى بالمدينة النبوية على ساكنها الصلاة والسلام لها من الفضل ما هو معلوم. قال السندي في حاشيته على ابن ماجه: السكنى بالمدينة أفضل لما ثبت من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا وَشَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ... وَثَبَتَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا. انتهى.
ولم نطلع على كلام لأهل العلم فيما تجاوز حرمها متصلا بها، هل يشمله ذلك الفضل أم لا؟ لكن الظاهر والعلم عند الله تعالى أن هذا الفضل يشمل المدينة كلها، حتى لو اتسع العمران فجاوز حدود الحرم ما دام السكنى داخل ما يطلق عليه اسم المدينة، كما أن فضل الصلاة بالمسجد يشمل الزيادة التي زيدت فيه عند أكثر العلماء.
والله أعلم.