الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أعظم ما يساعد على البعد عن المعصية أن يهاجر التائب عن المكان الذي ألف فيه المعصية إلى مكان توجد به بيئة صالحة يصاحب التائب فيها أهل الاستقامة والطاعة، كما يدل له حديث مسلم في الرجل الذي قتل مائة نفس، فاحرص على البعد عن مكان المعصية وهاجر لأي بلد من بلاد الإسلام تتيسر لك الإقامة فيه وتذكر أن رزقك على الله وأن حرصك على تقواه يسهل به أمرك ويأتيك الرزق المبارك ـ إن شاء الله ـ فقد قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}.
وقال تعالى: وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا{ النساء:100}.
فوجود العبد بمكان يسلم له فيه دينه أولى من تحسن الظروف الاقتصادية ببلاد الكفر والفتن، وأما السخط على القدر فهو محرم، ولكنه تجوز الشكوى من غير سخط، كما يشرع السعي في العلاج، وبإكثار الدعاء أوقات الاستجابة واستعمال العلاج المباح نرجو الله أن يشفيك، فإن الله لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء، وراجع الفتويين رقم: 33434، ورقم: 139283.
والله أعلم.