الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعافيك من هذا الوسواس المذموم والذي ننصحك به هو الإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، وعليك بالحرص على تنفيذ سنته صلى الله عليه وسلم وتطبيقها على وجهها دون غلو، أو جفاء فنفض الفراش قبل النوم عليه سنة لدفع ما عسى أن يكون من المؤذيات، أو الأوساخ، ففي الصحيح عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه.
وحكمة ذلك ما مر ذكره وما بينه النبي صلى الله عليه وسلم من أنه لا يدري ما خلفه عليه، قال النووي ـ رحمه الله: ومعناه: أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه، لئلا يكون فيه حية، أو عقرب، أو غيرهما من المؤذيات، ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره، لئلا يحصل في يده مكروه إن كان هناك. انتهى.
ومن السنة كذلك إغلاق الأبواب وتخمير الآنية وإيكاء الأسقية، ففي الصحيح عن جابر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا استجنح الليل، أو قال جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا.
وذكر العلماء الحكمة من هذا الأمر، فقال النووي: وذكر العلماء للأمر بالتغطية فوائد: منها الفائدتان اللتان وردتا في هذه الأحاديث، وهما: صيانته من الشيطان، فإن الشيطان لا يكشف غطاء، ولا يحل سقاء، وصيانته من الوباء الذي ينزل في ليلة من السنة.
والفائدة الثالثة: صيانته من النجاسة والمقذرات.
والرابعة: من الحشرات والهوام، فربما وقع شيء منها فيه فشربه وهو غافل، أو في الليل فيتضرر به. انتهى.
فعلى المسلم أن يحرص على هذه السنن، لما فيها من المصالح الدنيوية والأخروية، ولكن لا ينبغي أن يجره هذا إلى الوسوسة والتنطع فإن الغلو مذموم وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منه في أحاديث كثيرة ثم إن هذه الأمور من الآداب المستحبة التي لا يلحق من تركها إثم ـ إن شاء الله.
والله أعلم.