الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر أهل العلم بعض العلامات التي يستأنس بها على صحة التوبة وقبولها، ومن ذلك ما ذكره ابن القيم في مدارج السالكين فقال: التوبة المقبولة الصحيحة لها علامات، منها: أن يكون بعد التوبة خيرا مما كان قبلها.
ومنها: أنه لا يزال الخوف مصاحبا له لا يأمن مكر الله طرفة عين.
ومنها: انخلاع قلبه وتقطعه ندما وخوفا، وهذا على قدر عظم الجناية وصغرها، وهذا حقيقة التوبة، لأنه يتقطع قلبه حسرة على ما فرط منه وخوفا من سوء عاقبته فمن لم يتقطع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفا تقطع في الآخرة إذا حقت الحقائق وعاين ثواب المطيعين وعقاب العاصين، فلا بد من تقطع القلب إما في الدنيا وإما في الآخرة.
ومن موجبات التوبة الصحيحة أيضا كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب، لا تحصل بجوع ولا رياضة ولا حب مجرد، وإنما هي أمر وراء هذا كله تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا، فهذا وأمثاله من آثار التوبة المقبولة فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته وليرجع إلى تصحيحها. اهـ.
وقد سبق لنا ذكر بعض أمارات قبول التوبة في الفتاوى التالية أرقامها: 5450، 5646، 121330 .
وكذلك سبق لنا بيان شرط صحة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وهو أن تكون على صورته المعروفة له في حياته صلى الله عليه وسلم، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 59214، ورقم: 23970.
وأما ما ذكره السائل من علامات قبول الدعاء : فمنها ما هو غير لازم، كارتعاد الفرائص، وحركة اليد والصعق، فلا يشترط حصول مثل ذلك للدلالة على قبول الدعاء في ليلة القدر ولا غيرها. ومنها ما هو غير معقول، كرؤية الموتى في اليقظة ورؤية طفل تنشب منه نار حامية! فمثل هذه الأمور أقرب إلى التوهم منها إلى الحقيقة.
والله أعلم.