الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالله تعالى رحيم بعباده لطيف بهم، ومن ثم لم يكلفهم ما لا يطيقون، ورفع عنهم الآصار والأغلال، ومن ذلك أنه لم يؤاخذ بمجرد وساوس النفس وهواجس الصدر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم.
فعليك أيها الأخ الكريم أن تعرض عن الوساوس جملة، وأن تعلم أنك غير مؤاخذ بحديث النفس، ولا تسترسل مع الوساوس فتفتش هل كنت كارها لهذا الوسواس أو لا؟ فالأصل هو أن قلبك مطمئن بالإيمان، وأنه لا ينشرح لمثل هذه الوساوس الباطلة.
وأما ما ذكره الشيخ رحمه الله فإنه كلام صحيح، وليس فيه ما يخوف أو يقلق، فإن الموسوس إذا كان بإمكانه مجاهدة الوسواس والانتهاء عنه ثم لم يفعل فهو مؤاخذ، ومثال ذلك رجل يترك الصلاة بسبب كثرة الوساوس، فإنه قد أخطأ لقدرته على مجاهدة الوساوس بالإعراض عنها، فيجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى، ويعرض عن هذه الوساوس، ويحافظ على صلاته وهكذا.
والله أعلم.