الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأعلم أن الفتوى بغير علم أمر محرم وصاحبها مأزور آثم حتى وإن اتفق أن وافق قوله الصواب. لأنه أقدم على أمر لم يكن له الإقدام عليه. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 138799.
والكلام المذكور مقبول في الجملة وإن كانت عليه بعض الملاحظات مثل قولك (إن الصوفية من الفرق الضالة المتوعدة بالنار)، فهذا كلام غير صحيح بإطلاقه، لأن المنتسبين إلى الصوفية فيهم من هم من أهل الخير والفضل، وفيهم من هو من أهل البدع والخرافات، وفيهم من هو من أهل الشرك. فإطلاق كونهم فرقة من الفرق التي عناهم الحديث المذكور غير سليم، بل فيهم مثل ما في باقي طوائف الأمة المسلمة الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات بإذن الله، والصوفية أو الصوفي كمصطلح مجرد لا يتعلق به مدح ولا ذم بل يحكم على كل فرد أو فرقة بحسب حاله وحسب موافقته للحق أو مخالفته له، وقد سبق أن تحدثنا عن هذا الموضوع مفصلاً في الفتوى رقم: 322.
وإن كان الغالب على الطرق الصوفية المعاصرة هو الانحراف والبعد عن الصراط المستقيم كما بيناه في الفتوى رقم: 8500.
أما ما ذكرته عن الإمام أحمد فروى قريباً منه عبد الرزاق: عن ابن المسيب أنه رأى رجلاً يكرر الركوع بعد طلوع الفجر فنهاه فقال: يا أبا محمد: أيعذبني الله على الصلاة؟ قال: لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة. وراجع حكم الاحتفال بالمولد النبوي في الفتوى رقم: 1888.
والله أعلم.