الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإماطة الأذى عن الطريق سنة مستحبة لا واجبة من حيث الأصل، ولكن قد تصير واجبة في بعض الأحوال، جاء في طرح التثريب: المراد بإماطة الأذى عن الطريق إزالة ما يؤذي المارة من مجرد شوك وكذا قطع الأشجار من الأماكن الوعرة، ومن ذلك ما يرتفع إلى درجة الوجوب كالبئر التي في وسط الطريق ويخشى أن يسقط فيها الأعمى والصغير والدابة، فإنه يجب طمسها، أو التحوط عليها وإن لم يضر ذلك بالمارة. انتهى.
وقد دل على استحبابها جملة من الأحاديث النبوية، منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.
وقوله صلى الله عليه وسلم: كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة. متفق عليهما.
وقال ـ أيضاً ـ صلى الله عليه وسلم: تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة. رواه الترمذي وصححه الألباني.
والدليل على عدم وجوبها هو عدم الدليل، فهذه الأحاديث وغيرها تدل على الاستحباب والحكم بالوجوب يفتقر إلى دليل، ولم نجد أحداً من أهل العلم حكم بوجوب ذلك، وجاء في الموسوعة الفقهية: يندب إزالة الأشياء المؤذية للمسلمين أينما وجدت، فقد اعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان بقوله: الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. انتهى.
والله أعلم.