الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع من حصول تأثير للقساوسة وغيرهم من أئمة الكفر على الجان المتلبس بجسد الإنسان، ويكون هذا من باب استمتاع الإنس بالجن المشار إليه في قوله تعالى : وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا. {الأنعام : 128}.
جاء في تفسير السعدي لهذه الآية: تمتع كل من الجني والإنسي بصاحبه, وانتفع به . فالجني يستمتع بطاعة الإنسي له وعبادته , وتعظيمه , واستعاذته به . والإنسي يستمتع بنيل أغراضه , وبلوغه بسبب خدمة الجني له بعض شهواته , فإن الإنسي يعبد الجني , فيخدمه الجني , ويحصل له منه بعض الحوائج الدنيوية . انتهى .
إضافة إلى ما يحصل في ذلك من فتنة للذين في قلوبهم مرض، وأهل الجهالة إذا رأوا من قدرة هؤلاء الكفار على إخراج الجان وعلاج المس فيكون هذا سببا في ميلهم إليهم واستحسان مذاهبهم وعقائدهم الباطلة؛ ويكون هذا من استمتاع الجن بالإنس.
جاء في تفسير السمعاني: استمتاع الجن بالإنس : تزيينهم لهم , وتسهيلهم طريق الغواية عليهم . انتهى .
ويراجع للفائدة حكم رقية الكتابي للمسلم في الفتوى رقم : 15339.
والله أعلم.