الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني ـ رحمه الله ـ صحيح من أنه من أهل العلم والسنة، وقد ظلمه كثير ممن يزعم اتباعه وتقليده فنسبوا إليه ما هو منه براء مما لا يمكن أن يصدر عن مثله، ولكن لتعلم أيضا أنه إن صح عنه بعض المؤاخذات فهذا لا ينقص من قدرة فهو بشر يخطئ ويصيب، وهؤلاء الأئمة إذا اجتهدوا فأخطؤوا كان خطؤهم مغفورا سواء كان الخطأ في المسائل العلمية الخبرية، أو المسائل العملية، وراجع الفتوى رقم: 56408.
وإذا علم المسلم خطأ العالم وتبين له ذلك فلا يجوز له اتباعه فيه فالحجة في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء العلماء أدلاء على الشرع وليسوا هم الشرع، وإذا كان الوقوف على المسائل، أو الأدلة ومعرفة الصواب من الخطأ لا يحسنه إلا أهل ا لعلم والنظر، فحسب العامي من المسلمين أن يقلد من يثق به من أهل العلم والورع، وهذا ينجيه عند الله تعالى، لأن الله أمر بذلك فقال: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {النحل:43}
ونحن نعتقد أن الصواب في المسائل التي أشار إليها السائل هو ما كان عليه الصحابة والأئمة من بعدهم أهل القرون الثلاثة المفضلة ومن سار على منهجهم في فهم الكتاب والسنة، ولا نضيق ذرعا بالخلاف، فالخلاف سنة كونية وطبيعة بشرية، وهو في المسائل العلمية له أسبابه الكثيرة المتعلقة بالدليل نحو ثبوته أولا وفي دلالته إذا ثبت وغير ذلك كثير.
والله أعلم.