الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصح أولا السائل بتجنب السؤال عما لا يحتاج معرفة الحكم فيه، وقد كره أهل العلم افتراض المسائل التي لم تقع كما نحذره من الوسوسة التي قد تجره إلى التعامل مع حيوان على أنه مسخ، فإن المسخ الذي هو تحويل جسم الإنسان إلى صورة جسم من غير نوعه من جماد، أو حيوان قد ذكر أهل العلم أن صاحبه لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام، وأنه لا يأكل ولا يشرب ولا يولد له، وهذا يكفي للرد على بعض ما أوردته من أسئلة، وللمزيد من الفائدة وأقوال أهل العلم انظر الفتويين التالية أرقامهما: 65369، 106577، وما أحيل عليه فيهما.
وبخصوص عفو الله تعالى فلا شك أنه سبحان وتعالى عفو كريم يحب العفو ويقبل توبة العبد مهما عظمت ذنوبه ما لم يغرغر، أو تطلع الشمس من مغربها، كما قال: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.
وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
ولا يجوز للممسوخ ولا لغيره أن يقتل نفسه بحال من الأحوال لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة ـ ثم انقطع على شيء خالد ـ يقول كانت حديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا. رواه النسائي وغيره، وصححه الألباني.
والله أعلم.