الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب، وقد أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا صلى الله عليه وسلم، والمطالع لكتب شروح الحديث يظهر له بوضوح من خلال ما يستخرجه الشراح من كنوز بلاغته ودرر فصاحته صلى الله عليه وسلم ما آتاه الله من فصاحة المنطق وبلاغة البيان.
ولا يخفى على مطالع كتب البلاغة بأقسامها المختلفة البديع والبيان والمعاني ما أولاه واضعوها من العناية بالحديث الشريف، فلا يكاد يخلو باب من أبوابها من التمثيل بحديث شريف أو الاستشهاد به.
وكذا يفعل المصنفون في الأدب، فإنهم يذكرون في الباب ما ورد فيه من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة ثم يتبعون ذلك بذكر الأشعار والأقوال في الباب، على أنه يقع في كلام الأدباء كثير مما لا يثبت من الحديث بسبب عدم تضلعهم من هذا العلم الشريف.
وقد ذهب كثير من المحققين كذلك إلى أن للحديث الشريف مدخلا في الاستشهاد للقواعد النحوية، وهو مذهب أبي محمد ابن مالك وابن هشام وغيرهما من أكابر العلماء.
وأما معاجم اللغة وقواميسها فهي زاخرة بالشواهد من الحديث الشريف. وبالجملة فقد استفاد علماء اللغة بفنونها المختلفة من الحديث الشريف وجعلوه أصلا يعتمدون عليه في تقرير كثير من المسائل.
والله أعلم.