الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نشكرك على الاتصال بنا وعلى تنبيهك، وقد راجعنا وأصلحنا بعض الفتاوى التي أشرت إليها ولعلنا إن شاء الله نراجعها جميعا.
وأما الحديث فهو حديث صحيح ولكنه لم يخرجه الشيخان بهذا اللفظ وإنما اتفق الشيخان على ما روى ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءا قال: من وضع هذا؟ فأخبر. فقال: اللهم فقه. وفي رواية البخاري: اللهم فقه في الدين.
وقال البخاري: حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال: ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: اللهم علمه الحكمة. حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث وقال: علمه الكتاب. اهـ.
وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فوضعت له وضوءا فقالت له ميونة: وضع لك عبد الله بن العباس وضوءا فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي والعراقي والبوصيري والألباني.
وقال البوصيري في إتحاف الخير المهرة بزوائد المسانيد العشرة: وعنه يعني ابن عباس قال: كنت في بيت ميمونة بنت الحارث فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهورا فقال: من وضع هذا؟ فقالت ميمونة؟ عبد الله. قال: اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل. رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل بسند صحيح وهو في الصحيح دون قوله: وعلمه التأويل. اهـ.
وقال الحميدي في الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم: عن عبيد الله بن أبي يزيد المكي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى الخلاء فوضعت له وضوءا فلما خرج قال: من وضع هذا؟ فأخبر في كتاب مسلم قال: اللهم فقهه وفي كتاب البخاري قال اللهم فقهه في الدين. وحكى أبو مسعود قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. ولم أجده في الكتابين. وروى البخاري من حديث الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: اللهم علمه الحكمة. وفي رواية وهيب: علمه الكتاب. اهـ.
وقال الهيثمي في غاية المقصد في زوائد المسند: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي، شك سعيد ثم قال: اللهم فقهه في اليدن وعلمه التأويل. قلت: هو في الصحيح خلا قوله: وعلمه التأويل.
وقال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين: حديث اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. قاله لابن عباس. رواه البخاري من حديث ابن عباس دون قوله وعلمه التأويل. وهو بهذه الزيادة عند أحمد وابن حبان والحاكم. وقال صحيح الإسناد. اهـ..
والله أعلم.