الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الحال كما ذكرت من فعل هذا الجار ما يضر جيرانه، فلا يجوز السكوت على ذلك، فإن النصيحة للمسلمين واجبة على القادر، قال ابن بطال: والنصيحة فرض يجزئ فيه من قام به، ويسقط عن الباقين.
وقال النووي: وأما نصيحة عامة المسلمين وهم من عدا ولاة الأمر فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم وكف الأذى عنهم فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم ويعينهم عليه بالقول والفعل وستر عوراتهم وسد خلاتهم ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص.
فالواجب نصح هذا الرجل بإصلاح ما أفسد وعاد بالضرر على جيرانه، فإن أبى ولم يفد معه النصح، أو كان في نصحه مضرة فالواجب إبلاغ من يقدر على منع هذا الظلم، فإن خيف من وقوع ضرر، أو مفسدة فمن الممكن الإبلاغ دون تعريف شخص المبلغ، كإرسال رسالة من مجهول، أو نحو ذلك.
وأما عن مقولة: الساكت عن الحق شيطان أخرس ـ فراجعي الفتوى رقم:58360.
والله أعلم.