الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن الوسوسة التي تعانين منها هي من الشيطان. أما الشريعة فهي ولله الحمد سهلة ميسورة ليس فيها مشقة على العباد كما قال تعالى : وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}. فالوضوء سهل يسير لا يحتاج إلى تكرار ولا إلى عشر دقائق , فلست مطالبة شرعا بإزالة الجلد فضلا عن إلحاق الضرر بنفسك بالجروح , وما دمت متأكدة من وصول الماء إلى أعلى الوجه فلا تسترسلي مع الوسوسة، ولا يشرع لك إعادة غسل الوجه أكثر من ثلاث مرات؛ لأن هذا اعتداء وإساءة وظلم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم بعدما توضأ ثلاثا : هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم. رواه أحمد وابن ماجه , والصبغة إذا كانت مجرد لون فهي كالحناء لا يضر في الوضوء، وما سميته بالزوائد لم يتبين لنا المقصود منها، وما دمت متيقنة أنها لا تحجب الماء عما تحتها فإنه لا تلزم إزالتها , والسوالف التي سألت عنها إن كنت تقصدين بها العذار , فالعذار بينا معناه في الفتوى رقم 140749, وهذا العذار له أعلى وأسفل فأعلاه مما يلي الرأس ليس داخلا في حد الوجه بل هو من الرأس , جاء في الموسوعة الفقهية :
قال البهوتي : لا يدخل منتهى العذار أي أعلاه الذي فوق العظم الناتئ لأنه شعر متصل بشعر الرأس لم يخرج عن حده , أشبه الصدغ , والصدغ من الرأس وليس من الوجه لحديث الربيع أن النبي صلى الله عليه وسلم : مسح برأسه وصدغيه مرة واحدة , ولم ينقل أحد أنه غسله مع الوجه . اهـ وانظري الفتوى رقم: 3086والفتوى رقم: 7578عن علاج الوسوسة في الوضوء .
والله تعالى أعلم .