الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا، ولكم الثبات على دينه، وجزاك الله خيرًا على برك بأمك، وعلى حرصك على العلم الشرعي، وحيث إنك لا تخشى على أمك الضيعة أثناء سفرك؛ لوجود من يقوم على شؤونها، وكذلك الحال بالنسبة لأبيك، وهما لا يمانعان من سفرك لطلب العلم، فإنه يجب عليك السفر لذلك متى ما قدرت عليه؛ لأن الأمر أصبح متعينًا عليك؛ إذ لا يوجد في بلدك من أهل العلم أحد، كما قلت.
بل نصّ بعض أهل العلم أن طلب العلم، وإن كان كفائيًّا -ولم يمكن تحصيله في نفس البلد-، فإنه لا طاعة للوالدين في ذلك، ما لم يخشَ عليهما الضيعة، قال الطرطوشي -رحمه الله-: لو منعه أبواه من الخروج للفقه، والكتاب، والسنة، ومعرفة الإجماع والخلاف، ومراتبه، ومراتب القياس، فإن كان ذلك موجودًا في بلده، لم يخرج إلا بإذنهما، وإلا خرج، ولا طاعة لهما في منعه؛ لأن تحصيل درجات المجتهدين، فرض كفاية. انتهى.
وننصحك بالسير في طلب العلم بخطواته المبينة في الفتوى: 4131.
والله أعلم.