الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكذب محرم لا يجوز الإقدام عليه إلا في حالات معينة مبينة في الفتوى رقم: 111035.
لكن إذا كنت تتأذين بالتصريح بجنسيتك الحقيقية فيمكنك استعمال التورية والتعريض دون الكذب الصريح، بأن تقولي كلاماً يتحمل أكثر من معنى تقصدين به شيئاً واقعاً ويفهم السائل معنى آخر يريده، ومثال ذلك ما روي عن النخعي: أنه كان إذا طلبه أحد قال لأمته: قولي له اطلبه في المسجد، أو خرج: أي في وقت غير هذا.
وكان الشعبي يخط دائرة ويقول لأمته: ضعي أصبعك فيها وقولي ما هو هنا.
ونحو ذلك ، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 68919.
وننصحك أن تهوني عليك الأمر ولا توليه اهتماماً زائداً، فالأمر هين لا يستدعي الحزن والاضطراب، واعلمي أن ما تفعلينه في نفسك من تقطيع شعرك ونحوه حرام شرعاً، ويلحقك إثم إن كنت تعي ما تفعلين، فعليك بالصبر وعدم تحميل الأمور فوق ما تحتمل، واعلمي أن الإنسان لا يعير ببلده، أو جنسه مهما كان هذا البلد معروفاً بالفساد، فالقاعدة في الشرع أن أحداً لا يؤاخذ بجريرة غيره، قال تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. {الأنعام: 164}.
والله أعلم.