الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك بما أنعم الله تعالى به عليك من نعمة التوبة، وهي نعمة عظيمة تستوجب الشكر، ومن أعظم ما تشكر به ربك هو الحرص على العلم النافع والعمل الصالح ومصاحبة أهل الخير حتى يرزقك الله الثبات على طريق الاستقامة حتى الممات، والتوبة لها شروطها، وقد بينا هذه الشروط بالفتوى رقم: 4603، وذكرنا هنالك أنه لا بد في التوبة من حقوق العباد من ردها إلى أصحابها.
وأما وعدك لهاتين الفتاتين بالزواج: فلا يلزمك الوفاء به، فالوفاء بالوعد مستحب وليس بواجب في قول جمهور الفقهاء، كما هو مبين بالفتوى رقم: 17057.
وإذا أمكنك الزواج منهما فهو أمر حسن، ولكن إن كان الواقع ما ذكرت من حاجتك إلى سداد الديون والإنفاق على أهلك وأمك فالأولى أن تعرض عن هذا الأمر حتى ييسر الله عليك، واعلم أنك إذا استعففت عفك الله تعالى، فاتق الله واصبر واحرص على غض البصر واجتناب كل ما يمكن أن يثير الشهوة، هذا بالإضافة إلى أنك في نعمة ما دمت قد رزقت زوجة.
واعلم أن الدين إذا كان حالا، وعندك ما تقضي به، وجب عليك سداده ولا يجوز لك تأخيره إلا بإذن الدائنين.
والله أعلم.