الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا انكشف شيء من شعرك في أثناء الصلاة فإن ذلك لا يضر ما دام بغير قصد، فانكشاف الشيء اليسير من العورة في أثناء الصلاة بغير قصد لا يؤثر في صحتها على ما هو مبين في الفتوى رقم: 137667. وما أحيل عليه فيها، وأما ما تعانينه من الوساوس فالذي ننصحك به وننصح به كل مبتلى بالوسوسة هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إلى شيء منها، ومجاهدة النفس في ترك هذه الوساوس مهما لبس الشيطان بأن الأمر يمكن أن يكون على خلاف ذلك، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 51601. ورقم 134196.
وأما صومك ذلك اليوم فإنه صحيح ما دمت لا تتيقنين أنه قد دخل إلى جوفك ما يفسد الصيام، واستعمال المعجون لا يفسد الصوم ما دام لم يبتلع منه شيء، وإذا استيقظت من نومك فشككت هل خرج منك شيء أو لا فلا تلتفتي إلى هذا الشك، ولا يلزمك أن تفتشي عن شيء ما لم يحصل اليقين بأنه قد خرج منك شيء، فإذا وجدت بللا فإن تيقنت أنه المني الموجب للغسل فاغتسلي، وإن شككت هل هو مني أو مذي أو غير ذلك فإنك تتخيرين بينها على ما رجحه الشافعية فتجعلين له حكم أحدها، وانظري الفتوى رقم: 64005.
وإذا خرج منك المني في أثناء النوم لم يفسد صومك بذلك والصوم صحيح مع الجنابة، ولكن عليك أن تغتسلي لأداء الصلاة ولا يجوز تأخير الغسل حتى يخرج وقت الصلاة لما فيه من تعمد ترك الصلاة وإضاعتها، ثم إن كنت قد أخرت الصلاة عن وقتها فيجب عليك التوبة من هذا الذنب العظيم.
وأما حديث: استفت قلبك. فإنه إرشاد لمن نور الله بصيرته وكانت فطرته سليمة إلى أن يترك ما حاك في نفسه وإن لم تأته البينة من الشرع على تحريمه وليس هذا في حق كل أحد.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: وهذه الجملة إنما هي لمن كان قلبه صافيا سليما ، فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثما ويكره أن يطلع عليه الناس . أما المتمردون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون ، بل ربما يتبجحون بفعل المنكر والإثم ، فالكلام هنا ليس عاما لكل أحد بل هو خاص لمن كان قلبه سليما طاهرا نقيا ؛ فإنه إذا هم بإثم وإن لم يعلم أنه إثم من قبل الشرع تجده مترددا يكره أن يطلع الناس عليه ، وهذا ضابط وليس بقاعدة، أي علامة على الإثم في قلب المؤمن . انتهى.
والموسوس لا يصلح أن يرجع إلى ما يفتيه به قلبه فإنه يأمره بالاسترسال مع الوساوس والانسياق وراءها، ولكن على من كان مبتلى بالوسوسة أن يأخذ بما شرحناه من العلاج الذي هو الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها.
والله أعلم.