الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف العلماء في حكم استعمال بخاخ الربو في الصيام بناء على اختلافهم فيما إذا كانت له أجزاء تتحلل فتصل إلى الجوف أو لا، فمن قال إنها مجرد غازات لتوسيع الشعب الهوائية لم ير أنها من المفطرات، ومن رأى أن لها أجزاء تتحلل فتصل إلى الجوف رأى أنها من المفطرات، قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: هذا البخاخ إن كان مجرد بخار لا يصل إلى المعدة، فلا يضر، وأما إذا كان يصل إلى المعدة: فإنه يفطر ولا يجوز استعماله إلا للضرورة والمشقة بتركه، وإذا استعمله عند الضرورة والمشقة بتركه فإنه يكون بذلك مفطراً يأكل ويشرب، فإن كان يرجو زوال هذا المرض أو خفته انتظر حتى يتمكن من الصيام فيصوم، وإن كان هذا المرض مستمرًّا معه كان بمنزلة الكبير فيطعم عن كل يوم مسكيناً بدلاً عن الصيام. انتهى.
وعلى اعتبار أن ما تستعملينه من النوع المفطر فما دام هذا المرض مزمنا ولا تستطيعين الاستغناء عن هذا العلاج في وقت الصيام، فلا حرج عليك في استعماله، والواجب عليك حينئذ هو إطعام مسكين عن كل يوم تفطرينه، لما تقدم في كلام الشيخ العثيمين ـ رحمه الله.
ولبيان مقدار الفدية الواجب إخراجها عن كل يوم راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 28409، 111559، 112529.
والله أعلم.