الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كثر تحذيرنا من الوساوس والاسترسال معها والاشتغال بها لما لها من الأثر السيء على العبد في دينه ودنياه، وقد أدى بك استرسالك مع الوساوس إلى ما وقعت فيه من الشر العظيم، والواجب عليك أيها الأخ الكريم هو أن تجاهد نفسك في التخلص من هذه الوساوس والتغلب عليها.
واعلم أن الوساوس لا علاج لها أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فكلما وسوس لك الشيطان بأن وضوءك غير صحيح فأعرض عن وسوسته وامض في عبادتك غير مكترث بما يلقيه في قلبك، فإنه لا يريد الخير بك، بل إنما يريد أن يصرفك عن العبادة، ويصدك عن مصالح دنياك وآخرتك، وإذا ألقى في قلبك أنه قد خرج منك شيء من البول فلا تلتفت إلى شيء من ذلك، وإذا أوقع في نفسك أنك تركت التكبير أو شيئاً من الواجبات في الصلاة أو لم تنو مثلاً فأعرض عن هذا كله وامض في عبادتك، فتتوضأ وضوءاً عادياً، مرة واحدة فقط، ولا تعد الوضوء لأي سبب إلا أن يحصل لك يقين جازم تقدر أن تحلف عليه بأن وضوءك قد انتقض، وعلى هذا الطريق فسر، ومع قليل من المجاهدة والاستعانة بالله تعالى، فإن الله سيصرف عنك ما تجد ويذيقك لذة الطاعة وحلاوة الصلاة. وانظر للفائدة حول علاج الوساوس الفتوى رقم: 51601، والفتوى رقم: 134196.
واعلم أن الصلوات إن كنت قد تركت شيئاً منها، فإنها دين في ذمتك يجب عليك قضاؤها متى استطعت ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.
والله أعلم.