الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن المريض يجوز له الفطر ويجب عليه القضاء، لقول الله تعالى: فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ. {البقرة: 184}.
ومجرد الوسوسة والأفكار السيئة ليست مرضا يبيح الفطر, والمرض المبيح للفطر هو المرض الذي يزيد بالصوم أو يخشى بسبب الصوم تباطؤ برئه أو تلحقه به مشقة, قال ابن قدامة في المغني: وَالْمَرَضُ الْمُبِيحُ لِلْفِطْرِ: هُوَ الشَّدِيدُ الَّذِي يَزِيدُ بِالصَّوْمِ أَوْ يُخْشَى تَبَاطُؤُ بُرْئِهِ. اهـ. وراجع الفتوى رقم: 25543.
فإذا كانت وسوستك ترقى إلى هذا المستوى، بحيث تزداد بالصوم أو يشق معها الصوم، أو كنت تخشين الضرر إن لم تأخذي الدواء في النهار، فيجوز لك الفطر.
وأما إذا كنت لا تجدين مشقة في الصوم ويمكن أخذ الدواء بعد الإفطار: فلا يجوز لك الفطر، وينبغي أن يستشار في ذلك طبيب مسلم موثوق في دينه ـ إن وجد ـ كما بينا في الفتوى رقم: 99630، لأن الطبيب إذا لم يكن موثوقا في دينه ربما تساهل في أمر الصوم وأشار على مريضه بالإفطار، وانظري الفتوى رقم: 18166 نسأل الله أن يعجل لك بالشفاء.
والله أعلم.