الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد روى الحاكم في مستدركه، والطبراني في معجمه الكبير عن الضحاك بن قيس قال: كان بالمدينة امرأة، يقال لها: أم عطية، تخفض - أي: تختن - الجواري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أم عطية، اخفِضي ولا تَنهِكيِ، فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج". وصححه الألباني في صحيح الجامع. وروى أبو داود، والبيهقي في سننهما عن أم عطية الأنصارية: أن امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تنهِكيِ، فإن ذلك أحظى للمرأة، وأحب إلى البعل". وصححه الألباني.
ففي هذين الحديثين، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالختان، ونهى عن الإنهاك، فالأمر بالختان جاء لأجل تخفيف الشهوة عند المرأة؛ لأنها إذا تُركت دون ختان، اشتدت شهوتها، فكانت عرضة للوقوع في الحرام.
والنهي عن الإنهاك جاء لأمرين:
الأول: أن الإنهاك يُضعف الشهوة عند المرأة؛ مما ينتج عنه كراهية المرأة لجماع زوجها، وهذا يؤدي إلى كراهية زوجها لها، وقلة استمتاعها بالجماع.
الثاني: أن الإنهاك يُذهب بريق الوجه، ولمعانه، وعدم الإنهاك يحفظ نضرة الوجه، وبريقه، وقد صرح بهذين الأمرين، صاحب الشرح الصغير مع حاشية الصاوي، فقال: أي: لا تجوري في قطع اللحمة الناتئة بين الشفرين فوق الفرج، فإنه يُضعف بريق الوجه، ولذة الجماع، والله أعلم. اهـ. وقال المناوي في فيض القدير: فأخذ بعضها، تعديل للشهوة، والخِلقة. اهـ.
والله أعلم.