الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة إذا استكملت أركانها وشروط صحتها، فإنها تعتبر صحيحة، ولا يؤثر فيها ما قد يكون مصاحبا لها من الحرام، وليس من شروط صحة الصلاة أن لا يكون المرء متلبسا بمعصية.
ومن دخل بلدا بصفة غير قانونية، فإن صلاته صحيحة ولا تبطل الصلاة لأجل ذلك، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ.
رواه البخاري ومسلم.
وليس حكم صلاته كحكم الصلاة في الأرض المغصوبة التي قال بعض أهل العلم ببطلانها, ويتعين على المسلم البعد عن الغش والتزوير، لما في حديث مسلم: من غشنا فليس منا.
وربما أدى التزوير والغش إلى تعرضه لبلاء لا يطيقه, وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ, قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟! قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ.
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.
والله أعلم.