الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في معرفة وقت الصلاة أنه يكون بناء على العلامات التي نصبها الشارع دليلا عليها، ووقت العشاء يدخل بسقوط الشفق الأحمر، فإذا أمكنكم معرفة دخول وقت العشاء بهذه العلامة فإنكم تصلون في الوقت الذي تدخل به الصلاة، وإذا تعذر ذلك فلا حرج عليكم في تقليد أحد هذه التقاويم المعتمدة إذا كان ما فيها من وقت هو وقت للبلد الذي أنتم فيه، وكان واضعوها من المعروفين بالعلم والأمانة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 109539.
وتقويم أم القرى قد شهد له العلماء بالضبط والموافقة للمواقيت والدقة في ذلك، فلا نرى مانعا من الاعتماد عليه في دخول وقت العشاء، قال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في خطبة جمعة له: قد وثق علماء الأمة هذا التوقيت، وجرب وطبق وثبت أنه طبقا للتوقيت الشرعي، وأن فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ أصدر بيانا في عام: 1418هجرية، وثق فيه توقيت أم القرى. انتهى.
وقال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: والذي نراه أن التقويم الذي بين أيدي الناس الآن فيه تقديم خمس دقائق في الفجر خاصة. انتهى.
وهو يدل على أن وقت العشاء ليس فيه تقديم في هذا التقويم.
وعليه، فإذا كان في هذه المواقيت الموثقة ما يبين وقت الصلاة في بلدكم فصل مع المسلمين في المسجد موافقة لهذا التقويم ولا حرج في ذلك ـ إن شاء الله.
أما أن تجعلوا بين المغرب والعشاء في بلدكم نفس المقدار الذي بين المغرب والعشاء في مكة: فليس ذلك بصحيح.
والله أعلم.