الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن ييسر لك ولأختك أزواجا صالحين مرضيين.
ومما لا شك فيه أن كل أحد سيأتيه ما كتب له، فالأمور كلها بتقدير الله تعالى، فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، قال تعالى: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا. {الفرقان: 2}.
فنوصيكما بالالتجاء إلى الله وإظهار الافتقار إليه فهو مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، قال سبحانه: أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ. {النمل:63}.
ثم إنه لا بد من السعي وبذل الأسباب، فيمكن لكل منكما الاستعانة بقريباتها أو صديقاتها، فإنه لا حرج شرعا على المرأة في البحث عن الأزواج، كما أنه يجوز لها أن تعرض أمر الزواج على من ترغب في زواجه منها بشرط مراعاة الحشمة والأدب، وقد بينا دليل ذلك بالفتوى رقم 18430.
ولا يلزم من تأخر الزواج أن يكون بسبب سحر أو عين أو نحو ذلك، بل الغالب أن يكون سبب ذلك أمور عادية، ولا نحبذ المسارعة إلى اعتبار السحر أو نحوه هو السبب، لأن هذا قد يجر إلى شيء من الوساوس والأوهام. ولكن إن غلب على الظن أن يكون هنالك أمر غير عادي كالسحر مثلا فينبغي الحرص على الرقية الشرعية، وهي من الأمور النافعة في كل حال بإذن الله.
وراجعي في الرقية الشرعية الفتوى رقم: 2244. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 65969.
والله أعلم.