الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففرق كبير بين من يظهر للناس الصلاح فإذا خلا بمحارم الله انتهكها غير مبالٍ بربه، ولا نادم على فعله، ولا آسف على سوء حاله، لأن همته لا تتعلق إلا بنظر الناس، فإذا سلم من نظرهم لم يبال في أي مراتع السوء وقع، كحال أهل الرياء والنفاق. نقول يوجد فرق كبير بين من هذه حاله وحال المسلم الذي تغلبه شهوته فيضعف عن مقام الإحسان، ومراقبة الواحد الديان، فيقع في ما حرم الله، وهو مع ذلك منزعج القلب، مضطرب النفس؛ خوفا من سوء عاقبة الذنب، وغضب الرب جل وعلا، فيندم على فعله، ويحاول الإقلاع عن ذنبه، ويلوم نفسه، ويسعى في تحقيق توبة نصوح.
فالحال الأولى هي التي يتناولها حديث ثوبان في انتهاك محارم الله، بخلاف الحال الثانية. كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا. رواه البخاري. وراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 131294، 9268.
والله أعلم.