الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزواج نعمة عظيمة وسنة من سنن المرسلين ، وقد أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب وحثهم عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا؛ فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام، فإن الصوم له وجاء. رواه ابن ماجه.
فإذا كان الزواج متيسراً لك فينبغي أن تبادر به إعفافا لنفسك وعملا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا حرج عليك أن يزوجك أبوك وينفق عليك وعلى زوجتك ما دمت فقيرا، حتى تتمكن من العمل والتكسب، فقد ذهب بعض العلماء إلى أنّ الأب الموسر يجب عليه تزويج ابنه الفقير المحتاج للزواج وتلزمه نفقة زوجته.
قال ابن قدامة : قال أصحابنا: وعلى الأب إعفاف ابنه إذا كانت عليه نفقته وكان محتاجا إلى إعفافه وهو قول بعض أصحاب الشافعي. وقال بعضهم : لا يجب ذلك عليه، ولنا أنه من عمودي نسبه وتلزمه نفقته فيلزمه إعفافه عند حاجته إليه كأبيه .......... وكل من لزمه إعفافه لزمته نفقة زوجته لأنه لا يتمكن من الإعفاف إلا بذلك. المغني - (9 / 258)
والدراسة ليست عائقا عن الزواج كما بينا ذلك في الفتوى رقم : 81117
والله أعلم.