الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحلف بآيات الله إن كان يراد به الحلف بالقرآن فهو مشروع عند الجمهور كما قال ابن قدامة في المغني: إن الحلف بالقرآن يمين منعقدة تجب الكفارة بالحنث فيها وبهذا قال ابن مسعود الحسن وقتادة ومالك والشافعي وأبوعبيدة وعامة أهل العلم مستدلين بأن القرآن كلام الله وصفة من صفات ذاته فتنعقد اليمين به كما لو قال وجلال الله وعظمته... انتهى.
وقال الحنفية بخلاف ذلك، ولكن بعض محققيهم يرى مشروعية الحلف به فقد قال العيني: لو حلف بالمصحف ووضع يده عليه وقال: وحق هذا فهو يمين ولا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الحلف بالمصحف. انتهى. كذا في مجمع الأنهر لشيخ زاده.
وقال ابن الهمام في فتح القدير: ثم لا يخفى أن الحلف بالقرآن الآن متعارف فيكون يمينا كما هو قول الأئمة الثلاثة. انتهى.
وأما إن كان يراد به الحلف بآيات الله الكونية كالشمس والقمر والسماء والأرض... فهو محرم لأنه من الحلف بالمخلوق المنهي عنه كما في حديث الصحيحين: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت. وفي حديث أبي داود: من حلف بغير الله فقد أشرك.
وقال شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم: القول الذي عليه جمهور الأئمة كمالك والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم أنه لا ينعقد اليمين بمخلوق البتة، ولا يقسم بمخلوق البتة، وهذا هو الصواب. انتهى.
والله أعلم.