الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان ذلك على سبيل ترك الأثر الذي يؤجر عليه العبد بعد موته، ويقتدى به فيه، ونحو ذلك مما يرجوه المؤمن، فلا بأس به، بل هو مما يحمد عليه العبد ويؤجر، وقد دعا خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام فقال: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ.
قال ابن كثير: أي: واجعل لي ذكرا جميلا بعدي أذكر به، ويقتدى بي في الخير هـ.
وقال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {يس: 12}أي ما أثروا من سنة حسنة أو سيئة يعمل بها بعدهم، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير، واختاره الفراء وابن قتيبة والزجاج، كما قال ابن الجوزي في زاد المسير.
وقال ابن كثير: نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم، وآثارهم التي أثروها من بعدهم، فنجزيهم على ذلك أيضا، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، كقوله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة، كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا. رواه مسلم ... وهذا القول هو اختيار البغوي. اهـ.
والله أعلم.