الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي الدعاء بالزواج من هذه المرأة بعدما تمت خطبتها وصارت الآن في طريقها للزواج من هذا الرجل؛ لأن الدعاء بمثل هذا يتضمن الدعاء بانفصالها عن خاطبها وفراقها له، وهذا إلى الإثم والعدوان أقرب منه إلى البر والتقوى.
فالأولى أن تدعو الله سبحانه أن يقدر لك الخير حيث كان، وذلك لأن الله هو العالم بالأمور على الحقيقة، أما الإنسان فلا يعلم، وقد يدعو بأمر هو في ظاهره خير له، ولا يدري أن وراءه عطبه وهلكته، فيصرفه عنه ربه برحمته وحكمته، قال سبحانه: وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً {الإسراء:11}
والمعنى أن الإنسان يدعو بما يحسبه خيرا وهو في الحقيقة شر، وهذا راجع لفرط تعجله وقلقه، جاء في تفسير الرازي: أقول يحتمل أن يكون المراد: أن الإنسان قد يبالغ في الدعاء طلبا لشيء يعتقد خيره فيه، مع أن ذلك الشيء يكون منبع شره وضرره، وهو يبالغ في طلبه لجهله بحال ذلك الشيء، وإنما يقدم على مثل هذا العمل لكونه عجولا مغترا بظواهر الأمور غير متفحص عن حقائقها وأسراراها. انتهى.
وراجع أسباب وشروط إجابة الدعاء المبينة في الفتوى رقم: 2395، والفتوى رقم: 2150.
وإن كان من نصيحة لنا، فإنا ننصحك بنسيان هذه الفتاة والانصراف عنها خصوصا بعد أن تمت خطبتها لغيرك، فتعلقك بها فيه من القلق والتعب ما قد يفسد عليك حياتك خصوصا إذا تم زواجها من خطيبها هذا.
وننبهك على أنه يحرم على المسلم خطبة المرأة إذا سبقه أخوه المسلم لخطبتها كما بيناه في الفتوى رقم: 33887، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 36319.
والله أعلم.