الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم وفقك الله أن الوسوسة من شر الأدواء وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، و من أراد أن تحصل له العافية من هذا الداء العضال فعليه أن يعرض عما يجده من الوساوس فلا يلتفت إلى شيء من ذلك، وألا يسترسل مع هذه الوساوس بل يطرحها وراء ظهره ولا يعيرها أي اهتمام، وراجع الفتوى رقم 51601، وما دمت قد بدأت طريق العلاج فعليك أن تستمر في محاربة الوساوس ومجاهدتها حتى يمن الله عليك بالعافية، وأما بخصوص هذه الثياب التي صليت فيها فإن صلاتك فيها صحيحة لا تلزمك إعادتها، فإن مجرد وجود البقع في الثياب ليس مبطلا للصلاة، وإنما يبطلها تعمد الصلاة في ثوب متنجس، وهذه البقع لا يتعين أن تكون نجاسة، وما دمت لا تتيقن أنك صليت بثياب متنجسة فإن صلاتك صحيحة، فلا تلتفت إلى شيء من هذه الوساوس ولا تعد شيئا من هذه الصلوات، واعلم أنك إن صليت في ثوب متنجس وأنت جاهل بوجود النجاسة أو عاجز عن إزالتها فإن صلاتك صحيحة لأن اجتناب النجاسة شرط مع العلم والقدرة. وانظر الفتوى رقم: 111752.
والله أعلم.