الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ينهى فيه عن التصريح بالعمر... وهذا متروك للشخص، فإذا رأى أن من مصلحته ألا يصرح بالأمور المذكورة أو بغيرها مما يخصه فلا حرج عليه في ذلك إن شاء الله تعالى، ما لم يترتب على ذلك غش أو تدليس كالخاطب أو الموظف يسأل عن عمره مثلاً، هذا وليعلم أن كتمان الأسرار مما يدرك به الإنسان حاجته، وفي الحديث: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان. رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني في السلسلة.
وقال القرطبي في تفسيره: وقد روى الناس عن مالك أنه قال: من مروءة الرجل ألا يخبر بسنه، لأنه إن كان صغيراً استحقروه وإن كان كبيراً استهرموه، وهذا قول ضعيف. وقال ابن الجوزي في صيد الخاطر ما معناه: والمال من جملة السر فلا ينبغي الإخبار به، أو بقدره... وننبه السائل الكريم إلى أنه لا ينبغي للمسلم أن يحرج أخاه بالأسئلة التي لا فائدة منها، وقد تسيء أخاه أو توقعه في الكذب... فمن التطفل والفضول والانشغال بما لا يعني السؤال عن خصوصيات الناس التي لا يريدون اطلاع الناس عليها، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 63261.
والله أعلم.