الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما قصة فاطمة مع أسماء بنت عميس المذكورة فقد ذكر معناها الحاكم في مستدركه ورواها بألفاظ قريبة البيهقي في سننه و أبو نعيم في الحلية وابن عبد البر في الاستيعاب ،وقال بعده : قال أبو عمر فاطمة رضي الله عنها أول من غطي نعشها من النساء في الإسلام على الصفة المذكورة في هذا الخبر ثم بعدها زينب بنت جحش رضي الله عنها صنع ذلك بها أيضا .
وأما كون فاطمة سيدة نساء أهل الجنة فهذا ثابت. ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مرحبا بابنتي" ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها: لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فسألتها فقالت: أسر إلي أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي فبكيت فقال: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة" أو "نساء المؤمنين" فضحكت لذلك.
وفي سنن الترمذي من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. قال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل.
والحديث صححه الألباني.
وأما حديث من تشبه بقوم فهو منهم. فهو صحيح.
وعموما فالمقال المذكور في السؤال جيد ونافع، ويشتمل على عناصر مفيدة ومهمة، ففيه دعوة إلى الحياء والتمسك بالحجاب الشرعي ونبذ مظاهر التبرج، واتخاذ النساء الصالحات أسوة للفتيات المسلمات بدلا من الفاسقات الماجنات، فيمكن الاستفادة من تلك العناصر في كتابات المنتدى مع الحرص على تحري الأدلة الصحيحة.
والله أعلم.