الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نجد للمرأة المذكورة ترجمة في كتب السير والتراجم..
وقد ذكر الإمام السيوطي وغيره من أهل التفسير نقلا عن ابن أبي حاتم وابن مردويه أنها امرأة حمقاء معروفة بمكة زمن الجاهلية، وكانت تجمع الشعر والصوف والليف وإذا أبرمت غزله وأحكمت فتله نقضته وهي التي ضرب الله تعالى بها المثل فيمن ينقض الأيمان بعد توكيدها.
قال ابن جرير الطبري في تفسيره عند قول الله تعالى: وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ.. {النحل:92} قال: يقول تعالى ذكره ناهياً عباده عن نقض الأيمان بعد توكيدها ، وآمراً بوفاء العهود، وممثلاً ناقض ذلك بناقضة غزلها من بعد إبرامه ، وناكثته من بعد إحكامه : ولا تكونوا أيها الناس في نقضكم أيمانكم بعد توكيدها وإعطائكم الله بالوفاء بذلك العهود والمواثيق كالتي نقضت غزلها من بعد قوة يعني من بعد إبرام... وقيل إن التي كانت تفعل ذلك امرأة حمقاء معروفة بمكة.
وفي قول آخر إن التي كانت تفعل ذلك وضرب بها المثل تسمى ريطة بنت عمرو من بني تيم كانت تغزل الغزل من الصوف والشعر والوبر ، وتأمر جواريها بذلك، فكن يغزلن من الغداة إلى نصف النهار ، فإذا انتصف النهار أمرتهن بنقض جميع ما غزلن فهذا كان دأبها فضرب بها المثل.
والله أعلم.