الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا العمل الذي تعمله لا يبطل الصلاة لأنه عمل يسير ثبت نظيره عن النبي صلى الله عليه وسلم فليس هو مبطلاً للصلاة إجماعاً.
جاء في الروض مع حاشيته: واليسير ما يشبه فعله صلى الله عليه وسلم من حمل أمامة، وصعود المنبر ونزوله عنه، لما صلى عليه، وفتح الباب لعائشة، وتأخره في صلاة الكسوف ثم عوده ونحو ذلك، كرد المار وقتل الحية والعقرب، والأخذ بالأذن، والغمز والإشارة، وعقد التسبيح، وغير ذلك، واتفق الأئمة على أنه لا بأس بالعمل اليسير للحاجة. انتهى.
واعلم أن بلعك ما بين أسنانك من طعام لا تفسد به الصلاة على الراجح، وذلك لمشقة الاحتراز وعموم البلوى. جاء في حاشية الصاوي على شرح الدردير: وكذا لا تبطل بتعمد بلع ما بين أسنانه من طعام ولو مضغه ليسارته، أو بتعمد بلع نحو زبيبة أو لقمة بلا مضغ وإلا بطلت.. واستظهر بعضهم البطلان في المضغ وفي بلع كالزبيبة وهو ظاهر. انتهى.
وقال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: ومنها: لو بلع ما بين أسنانه مما يجري فيه الريق من غير مضغ لم تبطل صلاته نص عليه وهو المذهب وعليه جمهور الأصحاب، وجزم به المصنف والشارح وغيرهما وقدمه في الفروع وابن تميم والرعاية وغيرهم، وقيل: تبطل، وقال في الروضة: ما يمكن إزالته من ذلك يفسد ابتلاعه. انتهى.
والله أعلم.