الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى يحب المحسنين، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء، وقد وردت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تدل على فضل البر والإحسان والرحمة، ويتأكد فعل ذلك مع المسلم المسن أكثر من غيره من المسلمين، ومن غير المسلمين من باب أولى، وعن أبي موسى الأشعرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من إجلال الله: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن ـ غير الغالي فيه والجافي عنه ـ وإكرام ذي السلطان المقسط. وقد رواه أبو داود، وحسنه الألباني.
وعلى ذلك، فأنت مصيب في تقديمك للمسلم المسن على غيره، ومع ذلك، فالإحسان إلى غير المسلمين والبر بهم ما داموا غير محاربين لنا مطلوب ـ أيضاً ـ ولا سيما إذا كانت هناك مصلحة شرعية ترجى من وراء ذلك قال تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة:8} وانظر الفتوى رقم: 110926.
واعلم أن قيامك هذا، إنما هو فضل وليس بفرض، فأنت أحق بمكانك الذي سبقت إليه، ولا يجب عليك تركه لغيرك.
والله أعلم.