الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك في الوضوء، هو إيصال الماء إلى باطن هذه التشققات، لأنها من ظاهر البدن، وانظر الفتوى رقم: 56622، واعلم أن الحائل الذي يمنع من وصول الماء إلى البشرة هو ما كان له جرم، وأما مجرد اللون فلا يعد حائلا، وانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 124350.
وبهذا تعلم أن وضوءك صحيح ما لم يوجد جرم يمنع من وصول الماء إلى البشرة وأن مجرد اللون ليس مانعا من صحة الوضوء، وأما كون الأفضل أن تحتاط في مثل هذه المسألة: فالاحتياط حسن ـ بلا شك ـ وفيه خروج من الخلاف ومجنبة للشبهات ما لم يخرج إلى حد الوسوسة والتنطع فيكون مذموما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والاحتياط حسن ما لم يُفضِ بصاحبه إلـى مخالفـة السُّنَّة، فإذا أفضى إلى ذلك فالاحتياط ترك الاحتياط.
انتهى.
وأما ما يفعله المسلم إذا نزلت به نازلة ولم يجد من يستفتيه: فقد تكلم ابن القيم عن هذه المسألة في إعلام الموقعين فقال ما عبارته: إذا نزلت بالعامى نازلة وهو في مكان لا يجد من يسأله عن حكمها: ففيه طريقان للناس:
أحدهما: أن له حكم ما قبل الشرع على الخلاف في الحظر والاباحة والوقف، لأن عدم المرشد في حقه بمنزلة عدم المرشد بالنسبة إلى الأمة.
والطريقة الثانية: أنه يخرج على الخلاف في مسألة تعارض الأدلة عند المجتهد هل يعمل بالأخف أوبالأشد أويتخير؟ والصواب: أنه يجب عليه أن يتقى الله ما استطاع ويتحرى الحق بجهده ومعرفة مثله، وقد نصب الله تعالى على الحق أمارات كثيرة ولم يسو الله سبحانه وتعالى بين ما يحبه وبين ما يسخطه من كل وجه، بحيث لا يتميز هذا من هذا، ولا بد أن تكون الفطر السليمة مائلة إلى الحق مؤثرة له، ولا بد أن يقوم لها عليه بعض الأمارات المرجحة.
انتهى.
والله أعلم.