الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شكّ في أنّ مشاهدة القنوات الإباحية و طلب الرسائل الجنسية الماجنة أمر محرّم تجب التوبة منه، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود له، وللمزيد عن كيفية التخلّص من مشاهدة هذه المحرّمات انظر الفتوى رقم: 6617.
أمّا عن إبلاغ الجهات المختصة بالأرقام التي يقوم أصحابها بإرسال الرسائل الماجنة فهو الذي ننصحك به لما في ذلك من تغيير المنكر، وتجنيب نفسك الوقوع فيه، وما تخشاه من وقوع من تقوم بإبلاغهم في الاتصال بهم فهو أمر متوهم وغالب الظنّ أنّ إبلاغهم يؤدي إلى منع هذا المنكر.
وأمّا عن وجوب هذا الأمر عليك، فإن لم يكن غيرك يعلم بهذا المنكر أو لم يكن غيرك يقدر على تغييره فهو واجب عليك ما دمت قادرا على ذلك ولم يترتب عليه مفسدة أكبر منه، فعن أبي سعيد رضي الله عنه أنّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ.
قال النووي: .. ثم إنه قد يتعين كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو أولا يتمكن من إزالته إلا هو .. شرح النووي على مسلم.
وانظر مراتب تغيير المنكر في الفتوى رقم: 22063.
والله أعلم.