الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسلمين يتعين عليهم الحفاظ على ما عندهم من الخير والسعي في المزيد، وبناء عليه فيتعين الحفاظ على بقاء المسجد مفتوحاً، ولا تعرضوه لما يؤدي لإغلاقه، وجماعة الدعوة التي تأتيكم يمكن أن تنزل في البيوت فإن أمكن السماح لهم بالصلاة في المسجد والمدارسة مع الناس في المسجد أوقات الصلوات ثم يكون سكنهم الرسمي خارج المسجد فهو أولى.
وإلا، فلتكن لقاءاتهم بالناس في البيوت والأندية والمقاهي ولا تعرضوا المسجد للإغلاق، وادعو الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين، ويرزقهم العون على إقامة جميع أعمالهم التعبدية، والدعوة بأمان وحرية، واحرصوا على عدم وجود الخلاف بين جماعة المسجد ولا تحملنكم العاطفة وحب ضيافة الضيوف على التفرق والتنازع الذي يخشى أن يؤدي للفشل، وتذكروا أن أعظم الدعاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تتح له الفرصة بمكة لجمع الناس بالمسجد والمدارسة معهم فيه، وإنما كان يلتقي بهم في بيت الأرقم بن الأرقم ـ رضي الله عنه.
والله أعلم.