الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكما أشارت السائلة الكريمة فإنه لا شك أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة ـ للناس كافة ـ وأن القرآن الكريم نزل لهداية جميع المكلفين ـ إنساً وجناً ـ فقد انقطع وحي السماء وهدي الأنبياء بعده صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فلا نبي بعده ولا كتاب، ولذلك، فإن جميع المكلفين -على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم وفي أي عصر يأتي أو أي مصر من أنحاء المعمورة - مخاطبون بما جاء فيه بغض النظر عن سبب نزوله أو مكانه، وهذا ما أكده العلماء بقولهم: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ـ ولذلك فإن كل من فتن مؤمناً ولم يتب من ذلك فإنه ينطبق عليه عموم الآية وما جاء فيها من الوعيد، وكثير من الأحكام الشرعية مبنية على هذه القاعدة، كما هو مقرر في أصول الفقه وهو ما فهمه الصحابة والسلف الصالح من هذه الأمة، ولذلك فلا داعي للحيرة أوالتردد، وللمزيد من الفائدة انظري في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 68832، 76599، 38050.
والله أعلم.