الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أن ترائي الهلال من الأمور المشروعة؛ لما فيه من ضبط وقت دخول العبادة، والإتيان بها على الوجه الذي يرضاه الله تعالى، ومن ههنا نص العلماء على استحباب ترائي هلال رمضان كما دلت على ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن قدامة رحمه الله: وجملة ذلك أنه يستحب للناس ترائي الهلال ليلة الثلاثين من شعبان وتطلبه ليحتاطوا بذلك لصيامهم ويسلموا من الاختلاف، وقد روى الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أحصوا هلال شعبان لرمضان .
وقال في حاشية الروض المربع: ويستحب ترائي الهلال، ليلة الثلاثين من شعبان، احتياطًا لصومهم، وحذارًا من الاختلاف، وعن عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من شعبان، ما لا يتحفظ من غيره، ثم يصوم لرؤية رمضان، فإن غم عليه، عد ثلاثين، ثم صام. رواه أحمد، وأبو داود، والدارقطني، وقال: هذا إسناد صحيح. انتهى.
والله أعلم.