الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاحتلام في نهار رمضان لا أثر له على صحة الصيام لأن النائم مرفوع عنه القلم فهو غير مؤاخذ إذ لا سبيل له إلى دفع ما يعرض له حال النوم، ويجب عليه الاغتسال إذا دخل وقت الصلاة لقوله تعالى: وإن كنتم جنبا فاطهروا.{ النساء 43}.
وأما من خرج المني منه بفعله بالاستمناء أو التقبيل أو المباشرة فقد فسد صومه ولزمه قضاء ذلك اليوم.
قال ابن قدامة في من قبل فأنزل وهو صائم: الحال الثاني : أن يمني فيفطر بغير خلاف نعلمه لما ذكرناه من إيماء الخبرين، ولأنه إنزال بمباشرة فأشبه الإنزال بالجماع دون الفرج. انتهى.
وقال في من استمنى فأنزل: ولو استمنى بيده فقد فعل محرما ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل فإن أنزل فسد صومه لأنه في معنى القبلة في إثارة الشهوة. انتهى.
وكذا لو كان نزول المني ناشئا عن تكرار النظر فإنه مفسد للصوم على ما رجحه بعض أهل العلم وقد مضى ذكر خلافهم في الفتوى رقم: 73114.
و إذا كان خروج المني ناشئا عن الفكر لم يفسد الصوم ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم. متفق عليه.
فهذه أحوال خروج المني وأثرها على صيام المكلف، ويجب على من خرج منه المني في كل هذه الصور أن يغتسل إذا دخل وقت الصلاة لما تقدم.
والله أعلم.