الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على كل مسلم أن يتعلم ما يلزمه من أحكام الشرع وأمور الدين، لئلا تقع منه أمثال هذه الأخطاء، ثم إن الواجب على والدتك ـ عفا الله عنها ـ أن تجتهد في التوبة والاستغفار لتقصيرها في تعلم العلم الواجب، وعليها أن تقضي ما أفطرته من أيام بسبب النفاس، فإن لم تعرف عددها فإنها تتحرى وتقضي من الأيام ما يحصل لها به اليقين أو غلبة الظن ببراءة ذمتها، فإن هذا هو ما تقدر عليه، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها. وقد قال تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم{التغابن 16}.
ولا تلزمها فدية عن تأخير القضاء لجهلها بالحكم، وانظر الفتويين رقم: 53020، ورقم: 14952.
وأما فتوى من أفتاها بلزوم صوم الاثنين والخميس دوما، فلا أساس لها من الصحة، بل عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها فحسب، فإن كانت قد قضت منها شيئا فعليها أن تبادر بقضاء الباقي، فإن عجزت عن القضاء لكبر أو مرض لا يرجى برؤه، فعليها أن تطعم عن كل يوم مسكينا مدا من طعام، وأما حجها فلا يسقط عنها وجوب تدارك ما فاتها بالقضاء إن كانت قادرة عليه، أو الإطعام إن لم تقدر، وانظر الفتوى رقم: 25167، وكذا لا يجوز لها أن تجتزئ بإخراج الكفارة إن كانت تقدر على القضاء، وأما كثرة الاستغفار والتوبة النصوح إلى الله ـ عز وجل ـ فإنها تمحو عنها تبعة تقصيرها في تعلم ما يجب عليها تعلمه ـ بإذن الله ـ فإن التوبة تجب ما قبلها.
والله أعلم.