الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على هذا الرجل أولاً هو أن يتوب إلى الله تعالى من ذلك الفعل ويرد ما سرقه من أبيه أو إخوانه إليهم إلا أن يبرئوه منه، ولا يلزمه أن يخبرهم بما استخدم فيه تلك البطاقات أو ذلك المال الذي سرقه منهم، ولا تأثير لتلك السرقة على ما ربحه من عمله في المقاولات أو البعثة الدراسية أو غيرها ولو كان يستخدم في اتصالاته تلك البطاقات التي كان يسرقها، لأن المال تعلق بذمته، فالواجب عليه إذاً هو التحلل مما سرقه بأدائه إلى من سرقه منهم إلا أن يبرئوه منه ويسامحوه فيه، وبذلك تبرأ ذمته ويطيب ماله.
جاء في الحديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري.
والله أعلم.