الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصح به هو الحكمة والتعامل بالحسنى فيما بين الإخوان والبعد ـ كل البعد ـ عما يجلب الشحناء ويبعث البغضاء في النفوس ويفضي إلى القطيعة المحرمة، وجملة ما ذكرته لا يمكننا الجزم بشيء فيه، إذ مسائل الخصومات لا بد من عرضها على القضاء لسماع حجج الخصوم وإثبات الحقوق بالبينات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء قوم وأموالهم، ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر. رواه البيهقي وحسنه النووي في الأربعين وقال: وبعضه في الصحيحين.
لكن إن كان أخوك يقر بخيانة أبيه ويعلمها -كما ذكرت- فلا يجوز له السكوت عليها ويلزمه أن يعيد الحق إلى أصحابه وإن كان لا يعلم بذلك ولا يقر به فلا بد من إثبات الدعوى بالبينة ـ سواء أكان ذلك فيما يتعلق بخيانة من ائتمنه والدك فيما عهد إليه به أو غيره ممن تدعي حقاً قبلهم ـ وما ذكرناه لأخيك نقول مثله لإخوته.
وننبهك إلى وجوب الحذر من تهمة الناس بالخيانة والتعدي دون بينه، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}. وللوقوف على بعض الجوانب المذكورة في السؤال، انظر الفتويين: 38801، 103603.
والله أعلم.