الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي فهمناه من السؤال أن ذنبك وإساءتك هو كونك صليت على جنازة هذا الأخ المذكور وأنت على جنابة.
فنسأل الله جل وعلا أن يغفر لك ذنبك بكرمه ومنه ورحمته، واعلم أن الخجل من الناس لا يبرر لك ما فعلته؛ لأن الله جل جلاله أحق أن تخشاه، وقد كان يمكنك تدارك الأمر بالاغتسال في دورة مياه المسجد مثلا.
وإذا خفت فوات صلاة الجنازة بالاغتسال فقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى جواز التيمم في تلك الحالة، فقال: أصح أقوال العلماء أنه يتيمم لكل ما يخاف فوته، كالجنازة وصلاة العيد وغيرهما مما يخاف فوته؛ فإن الصلاة بالتيمم خير من تفويت الصلاة. مجموع الفتاوى.
وعلى أية حال فكفارة ما فعلته تكون بالاستغفار والتوبة النصوح، وبما أنك قد ندمت على ما فعلت فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال: الندم توبة. رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
إلا أن من شروط التوبة أيضا العزم على عدم الوقوع في ذلك مرة أخرى. وانظر شروط التوبة في الفتوى رقم: 5450.
ونسأل الله سبحانه أن يتقبل منك ما فعلته من الصدقة عن ميتك، وأن يجزيك خيرا عن تقديم ما تستطيعه لأرملته وأولاده وتحذير أصحابك من الضرر والشرك.
وأما غسلك القبر؛ فهذا ليس بمشروع؛ لأنه لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن أصحابه ولا عن التابعين لهم بإحسان، فالصواب تجنبه.
والله أعلم.