الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كشف الرجل عما فوق سرته، وتحت ركبته أمام الآخرين في بيته، أو عمله، أو غيرهما، جائز؛ لأن عورة الرجل هي ما بين سرته وركبته، هذا على القول الراجح من أقوال العلماء، والدليل عليه ما رواه أحمد، وأبو داود، والدارقطني بسند حسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما بين السرة والركبة عورة. وروى أبو داود، وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تكشف فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت.
هذا مع أن كشف الرجل عما جرت العادة بستره مما فوق سرته، وتحت ركبته في اجتماعات الناس، أو مساجدهم، ونحو ذلك، قد يكون من خوارم المروءة، التي تسقط بها العدالة، وإن كان فاعلها غير مرتكب إثمًا، وهو يختلف باختلاف الأشخاص، والبلدان، فقد يكون الكشف في حق شخص من خوارم المروءة، ولا يكون كذلك في حق شخص آخر.
وقد يكون من خوارم المروءة في بلد دون بلد آخر، وهكذا، فينبغي للمرء مراعاة هذا الأمر.
والله أعلم.